إذا أريد به الطائر عربي, وإنما وافق لفظ الأعجمي. وقوله: فأبدع حتى جل عن دقة الفهم, هـ من قول الأول:[المديد]
حدث ما نابنا مصمئل ... جل حتى دق فيه الأجل
وقوله:
يمين بني قحطن رأس قضاعةٍ ... وعرنينها بدر النجوم بني فهم
جعله يمينهم لأن اليمين أفضل من الشمال, وهي التي يباشر بها الضرب والطعن وغيرهما من الأعمال؛ ولذلك قالوا في مدح الرجل: كلتا يديه يمين؛ أي هو يعمل بهما فشماله كأنها يمين. قال الشاعرة:[الوافر]
فإن على السماوة من عقيلٍ ... فتى كلتا يديه له يمين
ولما جعل الشاعر الممدوح يمينًا لم يرض له بذلك حتى جعله رأسًا, وكلاهما من أعضاء الجسد, وفي ذلك صنعة: جاء بعضو مع عضوٍ. وقضاعة: اختلف الناس في اشتقاقه, قيل: هو من قولهم: انقضع من قومه إذا انقطع منهم. وقيل: قضاعة: دابة تسكن الماء. وبنو فهمٍ من تنوخ. وفي قيس عيلان بنو فهمٍ وهم حي تأبط شرًا.
وقوله:
إذا بيت الأعداء كان استماعهم ... صرير العوالي قبل قعقعة اللجم
بيت الأعداء؛ أي طرقهم بياتًا وهم نائمون, وصرير العوالي: صوتها, وكأن الصرير صوت دقيق (١٠٣/أ)[وكأن أصوات اللجم] قعقعة. وأكثر ما يستعمل في الحديد: الصلصلة, فإذا كانوا قد وصفوا الحلي بالقعقعة فالحديد أولى به من ذلك. قال النابغة:[الطويل]
يسهد من نوم العشاء سليمها ... لحلي النساء في يديه قعاقع