للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

مذل الأعزاء المعز وإن يؤن ... به يتمهم فالموتم الجابر اليتم

ذكر أنه يعز ويذل. وقوله: يؤن من قولهم: آن الشيء يئين إذا حان, وهو مثل قولهم: أنى يأني, وإحدى الكلمتين مقلوبة عن الأخرى. واليتم: أصله الانفراد, وأكثر ما يستعمل في موت الأب إذا كان للآدميين, وإذا كان في البهائم فاليتم موت الأم. وإنما يريد هاهنا أنه يقتل الآباء؛ وإن قتلهم وأيتم أولادهم فإنه يجبر الأيتام الذي هو أيتمهم. وأضاف اليتم هاهنا على معنى قوله: يتم أولادهم فحذف المضاف. وقال الشاعر: [مجزوء الكامل]

كوماء يسمو فوقها ... مثل اليتيم من الأرانب

يعني بالأرانب: جمع أرنبٍ وهو الموضع المرتفع من الأرض, واليتيم: المنفرد؛ وإنما يصف ناقةً بعظم السنام.

وقوله:

وإن تمس داءً في القلوب قناته ... فممسكها منه الشفاء من العدم

يقول: إن تك قناته داءً في القلوب؛ أي يطعنها بها - ويجوز أن يعني أنها تهاب قناته فهيبتها داء في القلوب - فإن ممسكها يشفي من العدم.

وقوله: ممسكها يحتمل وجهين: أحدهما: أن يكون يعني بالممسك الرجل كما تقول: لك من فلان صديق؛ أي هو صديقك.

والآخر: أن يكون المعني بالممسك هو اليد من الرجل لأن الأعطية إليها تنسب؛ فيكون التقدير: العضو الذي أمسك القناة من هذا الرجل هو مذهب العدم عن الناس.

وقوله:

مقلد طاغي الشفرتين محكم ... على الهام إلا أنه جائر الحكم

<<  <   >  >>