إذا كان الشباب السكر والشيـ ... ـب هما فالحياة هي الحمام
يقول: إذا كان الشاب كالسكر لا يصحبه معقول الإنسان, وكان الشاب إذا جرب وعقل جاءه الشيب فاهتم لذلك؛ فالحياة هي الحما؛ أي الموت خير منها. وقد قال القائل:[الوافر]
إذا احتاج الكريم إلى لئيمٍ ... ففي موت الكريم له حياة
وقوله:
وما كل بمعذورٍ ببخلٍ ... ولا كل على بخلٍ يلام
يريد أن المكثر أخا اليسار يلام على بخله, وأن المقتر إذا بخل فلا لوم عليه. وهذا المعنى كأنه مستخرج من قول الحكمي:[الطويل]
كفى حزنًا أن الجواد مقتر ... عليه ولا معروف عند بخيل
وقوله:
ولم أر مثل جيراني ومثلي ... لمثلي عند مثلهم مقام
عرض بذم جيرانه ولام نفسه على الإقامة بينهم؛ إذ كانوا لا يجودون بشيء وهو مفتقر إلى جود الكرام؛ فوجب أن لا يكونمثله مقيمًا بين أمثالهم, وقد بين الغرض في البيت الآتي من بعد.
وقوله:
بأرضٍ ما اشتهيت رأيت فيها ... فليس يفوتها إلا كرام
وصف الأرض وأنها كثيرة الخير تصلح للإثامة ولكن لا كرام فيها.
وقوله:
بها الجيلان من فخرٍ وصخرٍ ... أنافا: ذا المغيث وذا اللكام
الهاء في «بها» تعود إلى الأرض. جعل المغيث - وهو الممدوح - جبلًا من فخر مجاورًا