في هذه البلدة جبلًا من صخر وهو اللكام. وبعد هذا البيت ما يخرج به المغيث من جملة المذمومين لأنه قال:
وليست من مواطنه ولكن ... يمر بها كما مر الغمام
نفى عن هذه الأرض أن تكون من مواطن الممدوح, وجعله يمر بها كما يمر الغمام فيصيب من نفعه؛ فميزه بهذا البيت من المقيمين بالأرض المذمومة التي ليس يفوتها إلا الكرام.
وقوله:
سقى الله ابن منجبةٍ سقاني ... بدر ما لراضعه فطام
أصل الدر: اللبن, وكأنه سمي بالمصدر من قولهم: در الشيء يدر إذا غزر. وقالوا: لله دره؛ أي: لله اللبن الذي أرضع به؛ يقولون ذلك للرجل إذا عجبوا من فضله. وهم يجيئون بهذه اللام للتعجب. يقولون: لله در فلان أي: كأن الله سبحانه فضل اللبن الذي سقي به على غيره, وربما قالوا: لله در الرجل, وهم يذمونه, فاستعملوه في الشيء وضده. قال ابن قيس الرقيات:[الخفيف]
إن لله در قومٍ يريدو ... نك بالنقص والشقاء شقاء
إن في معنى نعم, فهذا ذم للقوم.
وقال آخر:[مجزوء الكامل]
كم شامت بي إذ هلكـ ... ـت وقائل لله دره
فأما قول مالك بن الريب:[الطويل]
فلله دري يوم أترك طائعًا ... بني بأعلى الرقمتين وماليا