فيجوز أن يكون عجب من نفسه حين ترك بنيه وماله, ويكون كاللائم نفسه على ما صنع. ويحتمل أن يكون أراد أنه فعل فعلًا جميلًا فحمد نفسه عليه لأنه ذكر في هذه القصيدة أنه غازٍ, فقال: [الطويل]
ألم ترني بعت الضلالة بالهدى ... وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا
وقول القائل: بدر ما لراضعه فطام: كناية عن جودٍ متصل ليس له فناء ولا انقضاء, وليس هو كالرضاع الذي يفطم منه الصبي, بل هو دائم للأبد.
وقوله:
فقد خفي الزمان بها علينا ... كسلك الدر يخفيه النظام
قوله بها: الهاء راجعة إلى عطاياه, وادعى أنها قد انتظمت الزمان, فغطته كتغطية الدر ما نظم فيه من السلوك.
وقوله:
تلذ له المروة وهي تؤذي ... ومن يعشق يلذ له الغرام
المروة: أصلها الهمز, وهي مأخوذة من المرء, كما أن الرجولية مأخوذة من الرجل. ومن عادة الناس أن يقولوا: لإلان رجل يصفونه بالفضل على غيره, والرجال كثير, ومثل هذا يتردد في الكلام والشعر.
وقوله: مروءة, من قولهم: فلان امرؤ على معنى التفضيل, كما يقولون: إنسان إذا وصفوه بالفضل, وقد علم أن أمثاله في الشخص كثير, ومن هذا النحو قول الهذلي: (٢٠٥/أ) [الطويل]
لعمر أبي الطير المربة بالضحى ... على خالدٍ أن قد وقعن على لحم