أراد: على لحم له شأن ليس لغيره من اللحوم. وروي أن يهوديًا رأى علي بن أبي طالب عليه السلام يشتري جهاز عروس فسأله: بمن تزوج, فقال: بفاطمة ابنة محمد عليهما السلام فقال اليهودي: لقد تزوجت بامرأةٍ؛ أي: بامرأة لها شأن عظيم.
وقوله:
تعلقها هوى قيسٍ لليلى ... وواصلها فليس به سقام
يقول: هذا الممدوح يحب المعالي حبًا شديدًا كحب قيسٍ لليلى. وقيس هذا هو الذي يزعم الناس أنه المجنون وينسبون إليه أشعارًا كثيرة, وهو قيس بن الملوح, وقيل: الملوح, وقد اختلفوا في شأنه حتى قال بعض الناس: إن أخباره موضوعة وإنه لم يكن قط. وهذا ادعاء ليس بصحيح لأن ذكره أسير مما زعموا وقد تناقلت أشعاره الرواة.
وقوله:
يروع ركانةً ويذوب ظرفًا .. فما ندري أشيخ أم غلام
الظرف: يستعمله الناس في حسن الهيئة وحسن الوجه. ويقال: إن الظريف هو البليغ اللسان, وفي بعض الحديث:«إذا كان اللص ظريفًا لم يقطع» أي: إذا كان له لسان وخاطر لم تعوزه حجة يخلص بها من القطع.
وقيل: الظريف: الحاذق بالشيء, وقيل: الظريف الذي كأنه ظرف للفضل, والظرف هو الإناء.
وحكى النحويون: ظروف في جمع ظريف, وذكروا أنه اسم للجمع. وذكر السكري أن بعض الناس يروي قول أبي ذؤيب:[الطويل]
وإن غلامًا نيل في عهد كاهلٍ ... لظرف كريم الوالدين صريح
فيقول مكان لظرف: لظرف. فإن صحت هذه الرواية فظرف واحد ظروف إذا وصف به القوم وليس باسمٍ للجمع.