للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول: رقأ دمع هذه المرأة لأنها كانت تبكي من فراقي في أيام الحياة, فلما أصابها الموت رقأ الدمع وجفت منها الجفون, وفارق قلبها حبي بعدما أدماه.

وقوله:

ولم يسلها إلا المنايا وإنما ... أشد من السقم الذي أذهب السقما

المعنى: أنهما لم تسل حتى سلتها المنية, والذي يذهب السقم أشد منه؛ إلا أن الموت؛ وإن كان شديدًا؛ فإنه يؤدي إلى الراحة بمشيئة الله, وفي هذا المعنى طرف من قوله: [الكامل]

وشكيتي فقد السقام لأنه ... قد كان لما كان لي أعضاء

فهذا يشابه قوله:

أشد من السقم الذي أذهب السقما

وقوله:

طلبت لها حظا ففاتت وفاتني ... وقد رضيت بي لو رضيت لها قسما

يقول: سافرت عنها لأفيد مالًا يكون لهاحظًا وسعةً ففاتت هي وفات الحظ, وكانت راضيةً بي لو أني رضيت لها بذلك.

وقوله:

فأصبحت أستسقي الغمام لقبرها ... وقد كنت أستسقي الوغا والقنا الصما

يقول: أصبحت أقول: سقي قبرها الغمام لا أقدر على غير ذلك, وقد كنت قبل موتها استسقي الوغا, أي الحرب, والقنا الصم لأصل إلى مالٍ أنفعها به.

وقوله:

هبيني أخذت الثار فيك من العدى ... فكيف بأخذ الثار فيك من الحمى

يقول: لو قتلك عدو لجاز أن أطلب بثأرك, فكيف أقدر على أن آخذ ثأرك من الحنى القاتلة لك.

وقوله: فوا أسفا ألا أكب مقبلًا ... لرأسك والصدر اللذي ملئا حزما

يقال: أكب على الشيء إذا خفض رأسه وظهره إليه, وكب الشيء لوجهه إذا ألقاه

<<  <   >  >>