للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذو الرمة: [الوافر]

يعوضه الألوف موفراتٍ ... مع البيض الكواعب والحلالا

يريد جمع حلةٍ.

وقوله:

كأنها الشمس يعيي كف قابضه ... شعاعها ويراه الطرف مقتربا

حسن تقديم ضمير الشعاع قبل ذكره؛ لأنه اتصل بمخفوضٍ قد أضيف إليه مفعول, كما يقال: أخذ ثوب غلامه الأمير, فيحسن تقديم الهاء التي هي عائدة على الأمير لأجل ما ذكر.

وإذا اتصل الضمير بالفاعل قبح تقديمه على المفعول, فلا يحسن أن يقال: خان غلامه الأمير إلا في ضرورة الشعر, كما قال: [الطويل]

جزى ربه عني عدي بن حاتم ... جزاء الكلاب العاويات وقد فعل

وهذا المعنى مأخوذ من قول الأول: [الطويل]

فقلت لأصحابي هي الشمس ضوؤها ... قريب ولكن في تناولها بعد

وشعاع الشمس: ما ينتشر من ضوئها, واشتقاقه مثل اشتقاق الشعاع؛ أي: المفترق, ويقال: أشعت الشمس إذا انتشر ضوؤها. وبيت قيس بن الخطيم ينشد بالضم والفتح: [الطويل]

طعنت ابن عبد القيس طعنة ثائر ... لها نفذ لولا الشعاع أضاءها

إذا فتحت الشين فمعناه المفترق من الدم, وإذا ضم أوله فالمراد شعاع الشمس.

<<  <   >  >>