للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونحن كصدع العس إن يعط شاعبًا ... يذره وفيه عيبه متشاخس

أي متباين مختلف. والعرب تضرب المثل بصدع الزجاجة فإنه لا يلتئم. قال الشاعر: [الكامل]

وأمانة المري حيث لقيته ... مثل الزجاجة صدعها لا يجبر

الشعب ها هنا: القبيلة العظيمة؛ أي افتراق قومي وقومها. ويجوز أن لا يعني بالشعب قبيلة. والشعب يستعمل في معنى الجمع, ومعنى التفرقة, وقد مر ذكر ذلك. يقول: تنفست عن وفاءٍ لا صدع فيه, وشعبٍ - أي فراق - لا يلتئم, وهذا الوجه أشبه من الأول.

وقوله:

قبلتها ودموعي مزج أدمعها ... وقبلتني على خوفٍ فماً لفم

قد ذقت ماء حياةٍ من مقبلها ... لو صاب ترباً لأحيا سالف الأمم

نصب «فماً» بفعل مضمرٍ أو اسم فاعل يقوم مقام الفعل؛ كأنه قال: جعلت فمها إلى فمي, أو جاعلةً فمها إلى فمي. وقوله: فماً موضوع موضع الحال, وكذلك قولهم: كلمته فاه إلى في؛ أي جاعلًا فاه إلى (٢١١/أ) في؛ فقوله: فاه في موضع حال, وأما قول الشاعر: [الطويل]

تحسب هواس وأيقن أنني ... بها مفتدٍ من صاحبٍ لا أساوره

فقلت له فاها لفيك فإنها ... قلوص امرئٍ قاريك ما أنت حاذره

ويروى: من قاصدٍ. فقوله: فاها لفيك منصوب بفعل مضمر كأنه قال: تلق فاها إلى

<<  <   >  >>