لأتركن وجوه الخيل ساهمةً ... والحرب أقوم من ساقٍ على قدم
الساهمة: المتغيرة الوجوه وذلك مع قلة اللحم. والعرب تستعير الساق للحرب, وكذلك القيام, فيقولون: قامت الحرب على ساق. وقال سعد بن مالك بن ضبيعة؛ ووصف الحرب:[مجزوء الكامل]
كشفت لهم عن ساقها ... وبدا من الشر الصراح
وإنما يريدون أن أمرها قد اشتد وعظم, كما أن الإنسان إنما يكشف عن ساقه إذا هم بحرب أو فرار. قال دريد بن الصمة:[الطويل]
كميش الإزار خارج نصف ساقه ... بعيد من الآفات طلاع أنجد
ويقال: كشفت السنة عن ساقها: إذا اشتد جدبه وقل المطر فيها. قال الراجز:[الرجز]
عجبت من نفسي ومن إشفاقها ... ومن طرادي الطير عن أرزاقها
والموت في عنقي وفي أعناقها ... في سنةٍ قد كشفت عن ساقها
حمراء تنفي اللحم عن عراقها
وقوله:
قد كلمتها العوالي فهي كالحة ... كأنما الصاب مذرور على اللجم
كلحت؛ أي فتحت أفواهها لألمها من الجراح, كأن الصاب ذر على لجمها, فهي تكره أن تطبق أفواهها. وقال الراجز في صفة فرس:[الرجز]