للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بكل منصلتٍ ما زال منتظري ... حتى أدلت له من دولة الخدم

الانصلات: ذهب سريع, وإنما يشبه الرجل المنصلت بالسيف إذا سل من الغمد, فيقال: سيف إصليت وأصلته صاحبه. قال الراجز: [الرجز]

فانصلتت تعجب لانصلاتها ... كأنما أعناق سامياتها

قسي نبعٍ رد من سياتها

والخدم في هذا البيت يعني بهم الخصيان, وهذه الكلمة إنما كثرت في الإسلام لأن الخصيان كثروا في دور الملوك. وإذا سمعت الخدم في شعر قديم فإنما يراد به قوم يخدمون ولا يذهب به إلى غير ذلك. وهذا البيت ينشد على وجهين: [البسيط]

مخدمون كرام في مجالسهم ... وفي الرحال إذا صاحبتهم خدم

فخدم: جمع خادمة وهو جمع شاذ, وخدم: جمع خدوم وهو جمع مطرد.

وقوله:

شيخ يرى الصلوات الخمس نافلةً ... ويستحل دم الحجاج في الحرم

شيخ: وصف لمنصلت, أي هو مسن. وصفه بأنه مرتد عن الإسلام؛ ولا يحفل للصلوات المفترضة ويزعم أنها نافلة. والنافلة إذا كانت عطيةً فهو شيء يتفضل به المعطي ليس بواجب عليه. والنافلة من الصلاة هي ما ليس بفريضةٍ. وذكر أن هذا المنصلت يستحل دم الحجاج في الحرم, وهذه نهاية في الصفة بقلة الدين؛ لأن العرب في الجاهلية كانت تعظيم الحرم ولا ترى أن تروع من التجأ إليه.

وقوله:

وكلما نطحت تحت العجاج به ... أسد الكتائب رامته ولم يرم

<<  <   >  >>