يستعمل النطح في الحرب لأنهم يشبهون الرئيس بالكبش وكذلك الشجاع. قال الراجز: [الرجز]
الليل داجٍ والكباش تنتطح ... ومن نجا برأسه فقد ربح
ويقال: إن هذا الرجز قيل في ليلة من ليالي صفين. ولما جعلوا البطل مثل الكبش جعلوا الرماح قرونًا للخيل. يقال: خيل جم لا رماح معها, وفارس أجم لا رمح معه. وقوله: رامته ولم يرم, يقول: إن الأسد أسد العجاج تروم هذا المنصلت؛ أي قتله, وهو لا يريم موقفه؛ ألا يبرح منه.
وقوله:
تنسي البلاد بروق الجو بارقتي ... وتكتفي بالدم الجاري من الديم
يقول: سيوفي تكفي البلاد بروق الجو؛ أي تغنيها عن المطر, ويغنيها الدم المسفوك عن الديم.
وقوله:
ردي حياض الردى حوباء واتركي ... حياض خوف الردى للشاء والنعم
الحوباء: النفس, ويجوز أن يكون قيل لها: حوباء لأنها تكتسي الحوب أي الإثم, ويجوز أن يكون من التحوب؛ أي (٢١٢/أ) التوجع والتحزن. قال الشاعر: [الطويل]
فذوقوا كما ذقنا غداة محجرٍ ... من الغيظ في أكبادنا والتحوب
وإذا رويت: حوباء بالضم فهو يريد: يا حوباء, فذلك عند النحويين ضرورة؛ لأنهم يرون حذف حرف النداء من اسم يمكن أن يكون وصفًا لمبهم, وهو كل اسم كانت فيه الألف واللام كالنفس والرجل, لا يحسن عندهم أن يقال: حوباء أطيعي الله؛ لأنه يمكن أن تقول: يا أيتها الحوباء. ويذهبون إلى أن قول العرب: أصبح ليل, وافتد مخنوق,