للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جعل اسم المرأة داهيةً, وأغلب الظن أنه اسم وضعه مشتق من الدهاء؛ أي إنها قد دهته, وهذا أشبه من أن تكون مسماةً بهذا الاسم, لأنه لم تجر عادته بذلك. وقال: لولاك, وقد مضى القول: إن الصواب: لولا أنت.

وقوله:

إن كان أغناها السلو فإنني ... أمسيت من كبدي ومنها معدما

ادعى أن الحب قد أذهب كبده على مذاهب الشعراء, وإنما يذكرون ذلك في التشبيب, يطلبون به الرحمة من قلوب الأحباب؛ فيدعون للكبد الذوب والشيب, وقد علموا أن ذلك كذب وافتراء.

وقوله: (٢١٣/أ)

غصن على نقوى فلاةٍ نابت ... شمس النهار تقل ليلًا مظلما

النقوان: تثنية نقاً وهو الكثيب من الرمل. ويقال: نقيان بالياء, وبالواو أكثر. ويحتمل أن يكونوا قالوا له: نقاً لأن المطر يصيبه فينقيه كما ينقي الثوب الغسل, ويكون هذا من باب قولهم للمنفوض: نفض, وللمنقوض: نقض.

شبه وركي المذكورة بنقوي رملٍ وقوامها بغصنٍ, وقد رددت الشعراء ذلك حتى ملته الأسماع. وجعلها كشمس النهار وشعرها كالليل المظلم, وقد كثر هذا الكلام في الشعر القديم. قال بعض المتقدمين: [الكامل]

بيضاء تسحب من قيامٍ فرعها ... وتغيب فيه وهو جثل أسحم

فكأنها فيه نهار مشرق ... وكأنه ليل عليها مظلم

وقوله:

كصفات أوحدنا أبي الفضل التي ... بهرت فأنطق واصفيه وأفحما

<<  <   >  >>