سقى الله جيرانًا حمدت جوارهم ... كرامًا إذا عدوا وفوق كرام
يعدون برق المزن في كل مهمه ... فما رزقهم إلا بروق غمام
وقوله:
ولا أمسي لأهل البخل ضيفًا ... وليس قرى سوى مخ النعام
يقال: إن النعام لا مخ له, فكأنه قال: وليس قرى إلا قرى معدومًا لا يوجد. وينشدون في أن النعام لا مخ له قول الهذلي: [الوافر]
كأن ملاءتي على هجف ... يعن مع العشية للرئال
على حث البراءة زمخري الـ ... ـسواعد ظل في شريٍ طوال
على حث البراءة؛ أي سريعٍ عندما يبريه من السفر, والزمخري: الأجوف, والسواعد: مجاري المخ.
ولما صار ود الناس خباً ... جزيت على ابتسامٍ بابتسام
يقول: لما صار ود الناس غير صادقٍ صرت كأحدهم أفعل بهم كما يفعلون بي, فإذا تبسموا لي تبسمت لهم.
وقوله: (٢١٥/ب)
فصرت أشك فيمن أصطفيه ... لعلمي أنه بعض الأنام
يقول: لما جربت الناس وعلمت أن الوفاء فيهم معدوم صرت أشك فيمن أصطفيه؛ لعلمي أنه كغير من الناس, وهذا مناسب قوله: [الوافر]
خليلك أنت لا من قلت خلي ... وإن كثر التجمل والكلام
يحب العاقلون على التصافي ... وحب الجاهلين على الوسام
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute