للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوسام: الحسن مثل الوسامة. يقول: ذوو العقول يحب بعضهم بعضًا على معنى الإخلاص في الصفاء؛ فيحب العاقل صديقه وإن كان قبيح المنظر, والجاهل يحب الوسيم وإن كان ليس له بواد ولا صفي. وفي هذا البيت شبه من قوله: [الطويل]

وما الحسن في وجه الفتى شرفًا له ... إذا لم يكن في فعله والخلائق

وقوله:

أرى الأجداد تغلبها كثيرًا ... على الأولاد أخلاق اللئام

يقول: الزمان يحدث في العالم أخلاقًا لئيمة فطال ما كان الجد كريماً, وكان ولد ولده غير حميدٍ. وقال: الأجداد لأن الجد أجدر بتغير ولد الولد من الأب بابنه, على أن الآباء لا تكون أبناؤهم على طرائقهم إلا في الأول, فطال ما رأيت العالم وابنه جهول, والسخي وابنه بخيل, والموصوف بالشجاعة يوصف ولده بالجبن.

وقوله:

ولست بقانعٍ من كل فضلٍ ... بأن أعزى إلى جد همام

يقول: إن رضي قوم بشرف آبائهم وأقاربهم؛ فإني لا أقنع من الفضل بأن أعتزي إلى جد ذي همة. والمعنى بين.

وقوله:

عجبت لمن له قد وحد ... وينبو نبوة القضم الكهام

يقول: عجبت لمن له جسم حسن وقوام, وله جد مع ذلك؛ أي قوة, وهو ينبو نبوة السيف القضم, وهو الذي في حده فلول. قال الشاعر: [البسيط]

ما عبت مني ما رمحي بذي أودٍ ... يوم الطعان ولا سيفي به قضم

والكهام: الكليل من السيوف, ويقال: كهام وكهيم. وقال الفرزدق يخاطب ناقته: [الوافر]

علام تلفتين وأنت تحتي ... وخير الناس كلهم أمامي

<<  <   >  >>