للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يصول بكل أبيض مشرفي ... على اللاتي بقى فيهن ماء

عشية يؤثر الغرباء فينا ... فلا هم ظامئون ولا رواء

وقوله:

طردت من مصر أيديها بأرجلها ... حتى مرقن بنا من جوش والعلم

سكن ياء أيديها ضرورة. ووصف أنه حثها في السير فكأنه طرد أيديها بأرجلها. وجوش والعلم جبلان, ومرقن بنا؛ أي خرجن كما يمرق السهم من الرمية. وطرد الأيدي بالأرجل قد جاء في شعر غيره. وفي شعر ابن المعتز: [البسيط]

ويدها تقتضي ورجلها طارده

وقوله:

تبري لهن نعام الدو مسرجةً ... تعارض الجدل المرخام باللجم

تبري لهن: أي تعارضهن, والهاء والنون راجعة على العين, وشبه الخيل بنعام الدو. والعرب تشبه الخيل والإبل بالنعام, والدو: كل موضع خال. والجدل: جمع جديل, وهو حبل مضفور من أدم. وذكر أن الخيل تعارض الإبل؛ وإنما جرت عادة العرب أن يصفوا ركوب الإبل وأنهم قد جنبوا الخيل وراءها, وقد ذكره أبو الطيب في قوله: [الطويل]

ولا اتبعت آثارنا عين قائفٍ ... فلم تر إلا حافرًا فوق منسم

وقوله:

في غلمةٍ أخطروا أرواحهم ورضوا ... بما لقين رضى الأيسار بالزلم

غلمة: جمع غلامٍ في القلة. والكثير: الغلمان. وقوله: أخطروا أرواحهم؛ أي جعلوها

<<  <   >  >>