للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

ركض الأمير وكاللجين حبابه ... وثنى الأعنة وهو كالعقيان

فتل الحبال من الغدائر فوقه ... وبنى السفين له من الصلبان

يقول: ركض الأمير خيله وحباب الماء كالجين؛ أي الفضة, وعاد والدم قد غيره فصار كالعقيان؛ أي: الذهب. وادعى أن الأمير أمر بأن تضفر الحبال من شعر من قتل وأن تبنى السفين من الصلبان. وهذا أمر لم يكن قط, والله العالم.

وقوله:

وحشاه عاديةً بغير قوائمٍ ... عقم البطون حوالك الألوان

يعني أنه حشاه سفناً وهي العادية بغير قوائم؛ شبهها بالخيل العادية, من العدو. والعقم: جمع عقيم وهي التي لا تحمل. لما شبه السفن بالخيل؛ وكأن لها قوائم ومن عاداتها أن تنتج؛ بين أنه أراد السفائن فذكر أنها لا قوائم لها, والخيل لها قوائم. ولما كانت الخيل تنتج المهار ذكر أن هذه عقملا تلد.

وقوله: حوالك الألوان؛ أي قد طليت بالقار فهي سود.

وقوله:

تأتي بما سبت الخيول كأنها ... تحت الحسان مرابض الغزلان

في «تأتي» ضمير يرجع على السفن, وجعلها تأتي بما سبته الخيول, فكأنها مرابض الغزلان؛ لأن سبايا العدو كأنها ظباء.

وقوله:

بحر تعود أن يذم لأهله ... من دهره وطوارق الحدثان

فتركته وإذا أذم من الورى ... راعاك واستثنى بني حمدان

شبه هذا الماء بالبحر. والعرب تعبر عن الماء إذا كثر بالبحر أملحاً كان أم عذباً, وربما قالوا: أبحر الماء إذا ظهرت فيه ملوحة, وضرب نصيب ذلك مثلًا بتغير من يهواه عليه, قال: [الطويل]

وقد أبحرت تلك المياه فزادني ... إلى كلفي أن أبحر البارد العذب

<<  <   >  >>