للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كأن ابن مزنته ماثلًا ... فسيط لدى الأفق من خنصر

واللثق: ما يحدث عن المطر من طينٍ ليس بكثيرٍ. وقيل: لا يكون اللثق إلا مع سكون ريح. زعم أن الممدوح لا يفتقد معه من الغيث إلا لثقه, ولا من البحر إلا ريحه وسفنه.

وقوله:

ولا من الليث إلا قبح منظره ... ومن سواه سوى ما ليس بالحسن

جمع في هذا البيت كل الأشياء المستحسنة, وادعى أنه لا يفتقد مع هذا الممدوح شيئًا يستحسن من جميع الأشياء.

وقوله:

منذ احتبيت بأنطاكية اعتدلت ... حتى كأن ذوي الأوتار في هدن

الاحتباء: مصدر احتبى الرجل إذا شد حبوته, وقد مر ذكرها. يقول: منذ أقمت بأنطاكية اعتدلت؛ أي تعادل أمرها وتساوى في الخير؛ حتى كأن ذوي الأوتار - أي الحقود - في هدنٍ: جمع هدنةٍ وهي الموادعة والسكون.

وقوله:

ومذ مررت على أطوادها قرعت ... من السجود فلا نبت على القنن

الأطواد: الجبال, وجبل أنطاكية يقال له: الأقرع. ادعى الشاعر أن هذا الرجل مذ مر بأجبال هذا البلد قرعت من السجود لله سبحانه؛ لأنها استعظمت ما شاهدته, فليس في رؤوسها نبت. والقنن: جمع قنةٍ وهو أعلى الجبل. قال الراجز: [الرجز]

إن لنا لكنه ... سمعنه نظرنه

كالريح حول القنه ... إلا تره تظنه

<<  <   >  >>