آنية. والآنية: جمع إناء. وفي هذا البيت نظر إلى قول أبي عبادة:[الكامل]
يخفي الزجاجة لونها فكأنها ... في الكف قائمة بغير إناء
وقوله:
وأمواه يصل بها حصاها ... صليل الحلي في أيدي الغواني
الصليل: يستعمل في صوت الشيء اليابس كالحديد والحصى ونحو ذلك. وزعم الشاعر أن هذه الأمواه حسنة, فحصاها يصل فيها كما يصل حلي الغانية عليها. وفي هذا البيت صفة للأمواه ولحصاها؛ لأنه جعل حصاها كالحلي وجعلها كالغانيات من النساء.
وقوله:
ولو كانت دمشق ثنى عناني ... لبيق الثرد صيني الجفان
يقول: لو كانت هذه المواضع دمشق لثناني عنها من أنا له قاصد. وقد دل هذا اللفظ على أنه فضل دمشق على هذه المواطن. وقوله: لبيق الثرد من قولهم: لبقت الثريد إذا نعمته وأحكمت القيام عليه. قال الشاعر:[الوافر]
إذا ما الخبز تأدمه بلحمٍ ... فذاك - أمانة الله - الثريد
وقال المقنع الكندي:[الطويل]
ومن جفنةٍ لا يغلق الباب دونها ... مكللةٍ لحماً مدفقةٍ ثردا
ووصف الممدوح بأنه صيني الجفان؛ لأن الآنية التي تجلب من الصين لها فضيلة على غيرها من آنية البلاد.