للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المعنى: أن الجمامة يقال لها مغنية وكذلك القينة من بني آدم, والوصفان متقاربان, والحمامة بعيدة من القينة في الخلق والخلق.

وقوله:

يقول بشعب بوانٍ حصاني: ... أعن هذا يسار إلى الطعان

أبوكم آدم سن المعاصي ... وعلمكم مفارقة الجنان

ادعى أن حصانه أنكر عليه مفارقة شعب بوانٍ, وأنه قال: أتسير عن هذا الموضع إلىم كان تطاعن فيه الفرسان؟ وذكر له عصيان آدم عليه السلام, وأن بنيه ورثوا عنه المعصية وفراق الجنة, وأنت أيها الشاعر قد فارقت من هذا الشعب جنةً؛ فزعم أنه قال له:

فقلت إذا رأيت أبا شجاعٍ ... سلوت عن العباد وذا المكان

فإن الناس والدنيا طريق ... إلى من ما له في الأرض ثان

ادعى أن العالم ودنياهم طريق إلى هذا الممدوح, وقد بالغ فلم يترك ما يقدر عليه الفم إلا نطق به.

وقوله:

له علمت نفسي القول فيهم ... كتعليم الطراد بلا سنان

زعم أنه مدح المتقدمين من الرؤساء ليتعلم القول في هذا الملك, كما أن الذي يريد تعلم الطعن تكون قناته لا سنان فيها؛ لأنه يخشى أن يصيب بسنانها إنساناً.

وقوله:

بعضد الدولة امتنعت وعزت ... وليس لغير ذي عضدٍ يدان

في عضد الدولة لغات: عضد على مثال سبعٍ, وعضد: بكسر الضاد على وزن حذرٍ, وعضد: بسكون الضاد وفتح العين على وزن سعدٍ, وعضد: بضم أوله وسكون الضاد على مثال جندٍ, وعضد: بضم الحرفين الأولين مثل: عنقٍ.

يقول: بعضد الدولة امتنعت, ومن ليس له عضد فلا يدي له. وفي هذا الكلام إشارة إلى الملوك غير عضد الدولة لأنهم دونه في الرتبة؛ وقد بين ذلك بقوله:

ولا قبض على البيض المواضي ... ولا حظ من السمر اللدان

<<  <   >  >>