من الماء لما اقتسموه فقال: [الطويل]
فلما تصافنا الإداوة أجهشت ... إلي غضون العنبري الجراضم
فجاء بجلمودٍ له مثل رأسه ... ليشرب بين القوم ماء الصرائم
على حالةٍ لو أن في القوم حاتماً ... على جوده ضننت به نفس حاتم
وكيف يضل العنبري ببلدةٍ ... بها قطعت عنه فضول التمائم
يقال: تصافنوا الماء بالحصاة إذا اقتسموه بها, وأجهشت أي تهيأت للبكاء. غضون الوجه: آثار التكسر فيه, والجراضم: الضخم الشديد الأكل. ويروى: على جوده لضن بالماء حاتم؛ فقيل: خفض حاتماً لأنه جعله بدلًا من الهاء في قوله: جوده. وأنشده قوم: حاتمي بالياء على إضافة حاتمٍ إليها, وزعم قوم أنه مخفوض على المجاورة, وهو أضعف الوجوه.
وقوله:
أبا كل طيبٍ لا أبا المسك وحده ... وكل سحابٍ لا أخص الغواديا
إذا خفض كل عطف على كل طيبٍ, وإذا نصب حمل على النداء. وقالوا: تركته في كلة أرضٍ في معنى كل, فأدخلوا عليها الهاء وذلك قليل. ويجوز أن يكون اشتقاق كل من كلل الشيء إذا صار له إكليل, ويحتمل أن يكون من قولهم: ألقى عليه كله أي ثقله, ويكون قولهم: أخذه كله؛ أي أخذ ما يكل الحامل إذا حمله.
وقوله:
يدل بمعنى واحدٍ كل فاخرٍ ... وقد جمع الرحمن فيك المعانيا
يقال: عرفت ذلك في معنى كلامه ومعناته ومعناه ومعناته. وفتح الميم أكثر وأفصح, وعليه دل الاشتقاق؛ يقال: عنى فلان كذا إذا أرادوه, ويقال: عنيت بحاجتك؛ أي كأني