للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من الحميم؛ أي: العرق. وزعم قوم أن الماء البارد يقال له: حميم, وأنشدوا: [الوافر]

فساغ لي الشراب وكنت قبلًا ... أكاد أغص بالماء الحميم

فإن صحت هذه الرواية فإنما قيل للماء البارد حميم لأنه يعين الروح, فكأنه حميم لها, أخذ من قولهم: حميم الرجل؛ أي: نسيبه وصفيه, قال الهذلي: [الطويل]

أصبن أبا زيدٍ ولا حي مثله ... وكان أبو زيدٍ أخي وحميمي

ولم تكن العرب في الجاهلية تعرف الحمام؛ لأن أكثرهم كانوا أصحاب عمدٍ وأطنابٍ, وإنما يوجد في الشعر الإسلامي. قال الشاعر: [الطويل]

ألم تعلما حمامنا في بلادنا ... إذا جعل الحرباء بالجذل يخطر

وقال أبو النجم: [الرجز]

كأنه في الطرف وهو سام ... مشتمل جاء من الحمام

والعرقوب من الإنسان: ما فوق العقب, وهو من الدابة في الموضع المعروف.

وقوله:

ومن هوى كل من ليست مموهةً ... تركت لون مشيبي غير مخضوب

يقولون: موهت الشيء؛ إذا حسنته, وأصل هذه الكلمة أنهم يريدون بها: جعلت له ماء؛ لأن أصل الماء موه, ثم قالوا لمن يجمل نفسه بالكذب مموه, كأنه يحسنها بالباطل, وأصل التمويه التحسين مطلقًا, ثم نقل إلى معنى الذم والخديعة.

<<  <   >  >>