ومن هوى الصدق في قولي وعادته ... رغبت عن شعرٍ في الوجه مكذوب
لما كان تغيير الشعر جاريًا مجرى الكذب جعل الشعر نفسه مكذوبًا, ومكذوب هاهنا مفعول صحيح ليس هو موضوعًا موضع المصادر كما حكوا عن العرب: بنو فلان ليس عندهم مكذوبة, وكذلك قولهم: ليس له مجلود؛ أي: جلد, وسيبويه لا يجعل مجلودًا مصدرًا, بل يجعله كالمفعول.
وقوله:
حتى أصاب من الدنيا نهايتها ... وهمه في ابتداءاتٍ وتشبيب
كثر استعمالهم لفظ التشبيب في القصائد فألزموها إياه. وهو مأخوذ من الشباب أو من شببت النار. واستعاره هاهنا للابتداء بالشيء وترتيبه. والهم هاهنا الهمة.
وقوله:
يدبر الملك من مصرٍ إلى عدنٍ ... إلى العراق فأرض الروم فالنوب
مصر: يقال: إنها منسوبة إلى مصراييم بن سام بن نوح وليس اسمًا عربيًا, إلا أنها وافقت قولهم لضرب من التراب: مصر, وقالوا: ثوب ممصر؛ إذا صبغ بالمصر. والمصر أيضًا: الحاجز بين الشيئين.
(٢٤/ب) وقال أمية, ويقال: هو لعدي بن زيد: [البسيط]
وجعل الشمس مصرًا لا خفاء به ... بين النهار وبين الليل قد فصلا