للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أي: جلودها, والمعنى أنه وصفهم بالثبات على ظهور الخيل وهي تطعن في لباتها.

واللبة: باطن العنق, وهو ما حول النحر, والذي يكون عليه الحلي من المرأة. قال امرؤ القيس:

كأن على لباتها جمر مصطلٍ ... أصاب غضًاغ جزلًا وكف بأجذال

وقوله:

العارفين بها كما عرفتهم ... والراكبين جدودهم أماتها

لو أن هذا الكلام منثور لكان الواجب أن يقال والراكب جدودهم على التوحيد؛ لأن اسم الفاعل إذا تقدم جرى مجرى الفعل, فيقال: مررت بالراكب الخيل جدوده, وجدودهم؛ لأن الألف واللام تنوب عن الذي واللذين والذين, وكذلك عن التي وتثنيتها وجمعها, فإذا جمعت أو ثنيت فهو على قول من قال: قمن النساء, وأكلوني البراغيث, وقامتا أختاك, ومنه قول الفرزدق:

ولكن ديافي أبوه وأمه ... بحوران يعصرن السليط قاربه

ولو أنه في غير الشعر لكان الوجه تعصر السليط, وقال آخر, ويروى لأحيحة بن الجلاح:

يلومونني في اشتراء النخيـ ... ـل قومي وكلهم ألوم

<<  <   >  >>