وقوله:
لما تقطعت الحمول تقطعت ... نفسي أسىً وكأنهن طلوح
(٣٨/أ) الحمول هاهنا: القوم المتحملون, والحمول في غير هذا هي الأحمال. والحمولة: الإبل التي تحمل. وقوله: تقطعت الحمول؛ أي: سبق بعضها بعضًا. والشعراء المتقدمون يشبهون الحمول السائرة بالنخيل والدوم.
والطلوح هاهنا: جمع طلحٍ من الشجر, ولو ادعي أن الطلوح هاهنا طلحٍ, وهو المعيي, لم يبعد ذلك, ويكون المعنى أن النساء المحمولات على الإبل قد أثقلنها لعظم أجسامهن. وكان أبو الطيب مولعًا بمثل هذه الصفة, من ذلك قوله:
تشكو روادفك المطية فوقها ... شكوى التي وجدت هواك دخيلًا
والقول الأول أشبه.
وقوله:
وجلا الوداع من الحبيب محاسنًا ... حسن العزاء وقد جلين قبيح
المحاسن: جمع لا واحد له من لفظه, وقياسه أن يقال: محسنة أو محسنة, كما يقال: متشرقة ومشرقة, ولكن ذلك غير معروف.
والعزاء يستعمل في معنى حث من أصيب على حسن الصبر, وهو مأخوذ من قولهم: عزوت الحديث والنسب إذا رفعته, كأنهم يريدون أن العزاء يرفع من قد خفضته المصيبة.
وقوله:
فيد مسلمة وطرف شاخص ... وحشًى يذوب ومدمع مسفوح
يقال: سفحت الماء والدمع, وسفكت الدم. والمدمع: الموضع الذي يجري فيه الدمع, وهذا كما يقال: سفح الوادي؛ أي: سال فيه الماء المسفوح, ويقال: سفح الدمع وسفحه الباكي. ومنه قول كثيرٍ: [الكامل]