لعزة هاج القلب فالدمع سافح ... مغانٍ ورسم قد تغير ماصح
وسمي السفاح التغلبي لأنه أراق ماء المزاد. قال الأخطل يفتخر بذلك:[الكامل]
وأخوهم السفاح ظمأ خيله ... حتى وردن جبا الكلاب نهالا
وأما السفاح من بني العباس فإنما سمي بذلك لكثرة ما سفح في أيامه من الدم.
واستعملوا هذه اللفظة في الدماء؛ لأنهم أرادوا أنها تسيل كما يسيل الماء إذا سفح.
وقوله:
يجد الحمام ولو كوجدي لانبرى ... شجر الأراك مع الحمام ينوح
هذه مبالغة في صفة الوجد, وهو من الدعوى التي تستحسنها الشعراء, وليس فيها مخلص من الكذب. وأصل النوح: التقابل, كذلك يزعم أصحاب اللغة, إلا أنهم أخرجوا هذه الكلمة إلى الصوت الذي يبين فيه وجد وتحزن وإن لم تكن ثم مقابلة بين اثنين.
والعرب تصف الحمام تارة بالنياحة, وتارةً بالغناء. قال الشاعر:
ألا يا غراب البين إلفك حاضر ... وغصنك مياد ففيم تنوح