وأكثر ما يستعملون النوح في الحمام ثم في الغربان. فأما نوح - عليه السلام - فهو اسم أعجمي إلا أنه وافق هذا اللفظ العربي. وقالوةا في الجمع: نوح, كما قالوا: تاجر وتجر, وصاحب وصحب.
وقوله:
وأمق لو خدت الشمال براكب ... في عرضه لأناخ وهي طليح
الأمق هاهنا: مكان واسع بعيد الأطراف. قال امرؤ القيس: [الوافر]
وخرقٍ تهلك الأرواح فيها ... أمق الطول لماع السراب
ويقال: فرس أمق, والأنثى مقاء, قيل: هو الطويل القوائم. وقيل: هو المتباعد ما بين الفروج, ويزعمون أن جيشًا من العرب هزم, فتسرع شيخ من الفل فاجتمعت إليه جواري الحي يسألنه عن آبائهن, فقال: صفن لي خيل آبائكن لأخبركن عنهم, فقالت إحداهن: كان أبي على شقاء مقاء طويلة الأنقاء تمطق أنثياها بالعرق تمطق الشيخ بالمرق, فقال: نجا أبوك, وقالت أخرى: كان أبي على قصيرٍ ظهرها, رحيب صدرها, هاديها شطرها, فقال: سلم أبوك, وقالت أخرى: كان أبي على ضئيلةٍ أنوحٍ, يكفيها لبن لقوحٍ, فقال: قتل أبوك. فلما قدم الفل وجد الأمر كما ذكر ذلك الشيخ.
يعني بالأنثيين الأذنيين, يريد أنها لا تعرق سريعًا, ولا يبطئ عرقها في الجري, كأنها في ذلك متوسطة بين الأمرين.
وأنوح من قولهم: أنح بالحمل, إذا أخرج صوتًا من صدره كالنحيم.
واستعار الخدي للشمال, وإنما هو للمطية من الإبل. ومن روى في عرضه, بفتح العين, وهو حسن صواب, إلا أن العرض, بضم العين, أبلغ في مذاهب النظم؛ لأن العرض خلاف