للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والهاء في أعناقهن راجعة على الحصون, وهذه مبالغة في وصف الخيل؛ لأنها تدرك أعناق الحصون المبنية على أعالي الجبال, وهذا مأخوذ من قول أوس بن حجر: [الوافر]

جزين بني عوار الإفك عنا ... ودمخًا يوم هز له نطاق

وقوله:

عصفهن بهم يوم اللقان وسقنهم ... بهنزيط حتى ابيض بالسبي آمد

ذكر آمد على معنى الموضع والمكان, وهو اسم أعجمي وقد وافق من العربية فاعلًا من أمد إذا غضب. وحكي عن أبي عمرو الشيباني: سفينة آمد؛ إذا كانت ملأى, ويقال: إن علي بن حمدان الملقب بسيف الدولة أمر بإطلاع السبي على سور آمد لينظر إليه عسكر الروم, وسورها أسود الحجارة, فذلك معنى قوله: ابيض بالسبي آمد.

وقوله:

وألحقن بالصفصاف شابور فانهوى ... وذاق الردى أهلاهما والجلامد

الصفصاف, وشابور: حصنان. وانهوى انفعل من هوى يهوي إذا انهدم, وهو فعل المطاوعة, وأكثر ما يجيء في فعلته فانفعل, مثل: كسرته فانكسر, ودفعته فاندفع, ولا يعرف هويته في معنى أهويته. وقوله: انهوى يشبه قولهم: إدخلت يدي في الوعاء فاندخلت ولا يقولون: دخلت يدي. وقال الكميت: [البسيط]

ولا يدي في وعاء القوم تندخل

<<  <   >  >>