للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الهاء في جلبتها راجعة إلى الخيل, ولم يتقدم لها ذكر في المديح, وقد ذكرها في أول القصيدة, وهذا من باب إضمارهم الشيء قبل ذكره لعلم السامع بما يريدون, ومنه قول النابغة: [الوافر]

فأقبلهن بطن الأرض شعثًا ... يصن المشي كالحدإ التؤام

أضمر الخيل قبل ذكرها. والسبائب: جمع سبيبٍ, وهو شعر الذنب, وربما جعلت الناصية سبيبًا, قال عبيد: [مخلع البسيط]

ينشق عن وجهها السبيب

ويجوز أن يكون تسميتهم شعر الذنب سبيبًا لأنه ربما قطع في بعض الحالات, فهو فعيل في معنى مفعول, من قولهم: سب إذا قطع, ومنه قولهم للشقة المستطيلة سبيبة؛ لأنها تقطع عن النول, وكذلك قولهم للعمامة: سب, وللخمار أيضًا.

وقوله:

لقوك بأكبد الإبل الأبايا ... فسقتهم وحد السيف حاد

باب ما كان على فعلٍ أن يجمع على أفعالٍ, مثل كتفٍ وأكتافٍ, وكبدٍ وأكبادٍ, ونمرٍ وأنمارٍ, جمعها أبو الطيب على أكبدٍ, ويجوز أن يكون سمعها في شعرٍ, قال الراجز: [الرجز]

إنك لو ذقت الكشى بالأكباد ... لما تركت الضب يعدو بالواد

<<  <   >  >>