للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال كثير: [الطويل]

فما روضة بالحزن طيبة الثرى ... يمج الندى جثجاثها وعرارها

ويزعمون أن الحزن الذي يذكره الشعراء هو موضع بعينه بنجدٍ. ويذكرون أن الروضة إذا كانت على مرتفعٍ من الأرض قيل لها: ترعة. ويقال: روض المكان ترويضًا, واستراض: إذا صارت فيه روضة. والأنف: التي لم ترع, فالذي يرعيها ماله كأنه يستأنفها؛ أي: يأخذ أولها؛ لأنها مأخوذة من الأنف. ويقال: شراب أنف؛ أي: مستأنف قد بدئ بشربه, وكأس أنف. قال امرؤ القيس:

أنف كلون دم الغزال معتق ... من خمر عانة أو كروم شبام

ويروى: سنام. وقال الراجز:

إن الشواء والنشيل والرغف ... والغادة الحسناء والكأس الأنف

للضاربين الهام والخيل قطف

والشمائل تستعمل في الخلق والخلق, يقال: هو حسن الشمائل؛ أي: الأخلاق والخلق, قال امرؤ القيس: [الطويل]

ونعرف فيه من أبيه شمائلًا ... ومن خاله ومن يزيد ومن حجر

ويقال لواحد الشمائل: شمال, والنحويون يرون أن شمالًا تكون واحدًا وجمعًا؛ لأن فعيلًا وفعالًا أخوان, فلما كانوا يقولون: كريم وكرام, وظريف وظراف, أجروا فعالًا إذا كان واحدًا مجرى فعيلٍ في الجمع, ومثله قولهم: دلاص للدرع الواحدة والجميع. وذهب سعيد ابن مسعدة إلى أن قوله تعالى: {واجعلنا للمتقين إمامًا} جمع يجعله من باب دلاصٍ

<<  <   >  >>