منهم. يقال: شممت وشممت, والكسر أفصح, قال الراجز:
يابن هشامٍ عصر المظلوم ... أشكو إليك جنف الخصوم
وشمةً من شارفٍ مزكوم ... قد خم أو زاد على الخموم
شممتها فكرهت شميمي
فأما ما قول الآخر:
تمتع من شميم عرار نجد ... فما بعد العشية من عرار
فيجوز أن يكون شميم مصدرًا, وفعيلًا في معنى مفعولٍ, مثل: ذميمٍ في معنى مذمومٍ.
وقوله:
فأقرحت المقاود ذفرييها ... وصعر خدها هذا العذار
جعل نزارًا كالدابة التي كانت غير مطيعةٍ القائدين, فلما كلفها الممدوح ذلة القود أقرحت المقاود ذفرييها؛ أي: جعلت فيهما قرحًا.
والذفريان: تثنية ذفرى, وهي معقد العذار من الفرس, يستعمل للإنسان والخيل والإبل, قال ذو الرمة:
والقرط في حرة الذفرى معلقة ... تباعد الحبل منه فهو يضطرب
وقال عنترة:
ينباع من ذفرى غضوبٍ جسرةٍ ... زيافةٍ مثل الفنيق المكدم
ويقال: إن اشتقاق الذفرى من الذفر, وهي الرائحة الكريهة والطيبة, وسميت بذلك لأن عرق الإبل ينتح من الذفاري, وليست رائحته بالطيبة. وصعر خدها: أي جعل فيه صعرًا, وهو الميل.