المطول جبار لأنه أمر يتهاون به, فكأن من أصابه ذلك يقدر على جبر مصيبته فلا يعطى العقل ولا القود.
وقوله:
فكانوا الأسد ليس لها مصال ... على طيرٍ وليس لها مطار
يقول: هؤلاء القوم كأنهم أسد في الشجاعة, والأسد من عوائدها الصولة, وهذه لا تقدر أن تصول؛ لأنها مقهورة.
وقوله: على طيرٍ؛ أي: على خيلٍ مثل الطير, وليس لها مطار؛ أي: لا تقدر على الطيران؛ لأن خيل الممدوح قد أحاطت بهم.
وقوله:
تفرقهم وإياه السجايا ... ويجمعهم وإياه النجار
السجايا: جمع سجيةٍ, وهي الخليقة التي يدوم عليها الرجل, وأصل السجو السكون, ومنه: سجا الليل, وناقة سجواء إذا كانت تسكن عند الحلب. والنجر والنجار والنجار: الأصل. وربما استعملوا النجار في معنى اللون, وقالوا في المثل: «كل نجار إبلٍ نجارها» , فهذا يحتمل أن يكون من الأصل ومن اللون, فإذا ذهب إلى الأصل فالمعنى أنها إبل من كل أصول الإبل, فيها الجدلي والشل قمي والغريري وغير ذلك, وإذا حمل على اللون فالمعنى أن فيها ألوانًا مختلفةً, ففيها الصهب والعيس والدهم والرمك وجميع الألوان, وأراد أن هذه العرب التي هي من كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة يجمعهم والممدوح نزار بن معد؛ لأن هؤلاء من مضر, والممدوح من ربيعة بن نزارٍ, وربيعة ومضر أخوان.
وقوله:
ومال بها على أركٍ وعرضٍ ... وأهل الرقتين لها مزار
أرك وعرض من المناظر, فأما بيت النابغة فيروى على وجهين: [البسيط]
وهبت الريح من تلقاء ذي أركٍ ... تزجي مع الليل من صرادها صرما