فيروى: أرل باللام, وأرك بالكاف. والرقة: أرض يركبها الماء ثم يزول عنها, وبذلك سميت الرقة, ولم تجئ في الشعر القديم, وإنما هي اسم محدث في الإسلام, إلا أنه عربي اللفظ.
وقوله:
وأجفل بالفرات بنو نميرٍ ... وزأرهم الذي زأروا خوار
يقال: جفل الرجل وأجفل, وكذلك غيره من البهائم, إذا نفر من ذغرٍ, قال الهذلي:
ومعي لبوس للبئيس كأنه ... روق بجبهة ذي نعاجٍ مجفل
ويقال: جفلت الريح السحاب إذا سفرته. ويقال للسحاب الذي تفعل به الريح ذلك: جفل, وإذا وصفوا الشيء بالكثرة قالوا: جفال. وهذا البيت يروى لذي الرمة: [الوافر]
وأسود كالأساود مسبكرًا ... على المتنين منسدلًا جفالا
والزأر: مخصوص به الأسد, ثم استعير لبني آدم؛ لأنها يشبهون بالأسد. قال النابغة: [البسيط]
نبئت أن أبا قابوس أوعدني ... ولا قرار على زأرٍ من الأسد
والخوار من أصوات الثيران, يقول: فهم بعد أن كانوا يزئرون كزأر الأسد يخورون كخوار الثيران.
وقوله:
فلم يسرح لهم في الصبح مال ... ولم توقد لهم في الليل نار
يقال: سرح المال في الرعي إذا أرسله فيه. والسرح المال الراعي, والمال يقع على جميع ما يملك من الآدميين وغيرهم, إلا أن العرب اصطلحت على أن تسمي ما يكون معها من الإبل والغنم مالًا, وقالوا: رجل مال؛ أي: كثير المال.
يقول: لم يسرح لهم مال في النهار؛ لأنهم يخافون أن تغير عليهم الخيل, ولم توقد لهم نار؛ لأنهم يخافون أن يوقدوها فيستدل بوقودها عليهم, فهذا وجه, ويجوز أن يكون