وصفهم في هذا البيت بالفقر لأن عدوهم أخذ مالهم فلم يبق لهم شيء من ذلك يسرح, ولم توقد نارهم ليلًا إذ كانت النار يستعان بها على الطعام, وتوقد للاختباز ولإطباخ, وهم لا يقدرون على شيء من ذلك, وهذا البيت يحتمل الوجهين الماضيين إذا لم يتله البيت الذي بعده فإذا جاء دل على ان تركهم ذلك من الفرق لا من الفقر.
وهو قوله:
هم ممن أذم لهم عليه ... كريم العرق والحسب النضار
العرق يستعمل في بني آدم والشجر والنبات. فيقال: فلان كريم العرق؛ أي: أصله موصوف بالكرم, والمعنى: إذا لم يرض عنهم فليس بنافعٍ لهم جدودهم. قال الهذلي في صفة امرأةٍ:(٧٤/ب)