والنضار: الخالص من كل شيءٍ, فأما الذهب فأكثر الناس يضم النون, وقد حكي النضار بكسر أوله, ويجوز أن يكون جمع نضرةٍ, ويسمون الخلنج نضارًا؛ لأنهم كانوا يستحسنونه, قال أبو ذؤيب:
وسود من الصيدان فيها مذانب ... نضار إذا لم نستفذها نعارها
وقوله:
تخر له القبائل ساجداتٍ ... وتحمده الأسنة والشفار
هذا مثل قوله في الأخرى:
يذممن منه ما الأسنة تحمد
والأسنة لا تحمد في الحقيقة, وكذلك الشفار, ولا يصيبها نفع من الممدوح, بل مضرتها به متصلة؛ لأن السنان ينحطم وكذلك السيف, ولكنه أراد أنه إذا طعن بالسنان أو ضرب بالسيف أثر أثرًا يحمد عليه, فكأن الأسنة والشفار أدته إلى أن يحمد.
وقوله:
كأن شعاع عين الشمس فيه ... ففي أبصارنا عنه انكسار
هذا معنى يتردد إلا أنه يختلف به المراد, فهو ها هنا واقع لأجل الهيبة, أو يكون ادعى له أن وجهه منير كإنارة الشمس. فأما قول الآخر:
إذا أبصرتني أعرضت عني ... كأن الشمس من قبلي تدور
فإنما يريد أنه يبغضه فلا يستطيع أن ينظر إليه.
وقوله:
يوسطه المفاوز كل يومٍ ... طلاب الطالبين لا الانتظار