النبر: دويبة أصغر من القراد يلسع فيحبط موضع لسعته, وجمعه أنبار, قال الراجز:
كأنها من بدنٍ وإيقار ... دبت عليها ذربات الأنبار
يقول: هذه الوآة إذا لسعها النبر مرحت لذلك, كأنها تفرح, وكأن الورم الذي يحدث فيها نوال صره في جلدها اللاسع.
وقوله:
فجئناك دون الشمس والبدر في النوى ... ودونك في أحوالك الشمس والبدر
يقول: الذي بيننا وبينك من البعد دون ما بيننا وبين الشمس والبدر؛ لأنا نستطيع لقاءك ولا نبلغ إليهما بالمسير, وهما دونك في أحوالهما من الشرف والإنارة.
ودون: من الكلمات المستعملات ظروفًا.
وزعم سيبويه أنها لا ترفع, ثم عرض في كتابه شيء يقال: إنه ليس من الكتاب, وذلك أنه لما ضعف الرفع في دون أنشد بيتين, دون فيهما مرفوعة: أحدهما قد سقط من أوله شيء وهو: [الطويل]
.... يحسر الآل مرة ... فتبدو وأخرى يغرق الطرف دونها
والساقط في هذا البيت أكثر ما يكون عشرة أحرف وأقل ما يكون سبعةً. والآخر ينسب إلى ذي الرمة وهو: [الطويل]
وبيداء يحمي دونها ما وراءها ... ولا يختطيها الدهر إلا المخاطر
ودون: كلمة قد اتسع فيها, واستعملت ظرفًا وغير ظرف, فقالوا: فلان دون؛ أي: ليس برفيعٍ, وهو يرضى بالدون؛ أي: بالشيء الخسيس, قال الشاعر: [المتقارب]
إذا ما علا المرء رام العلاء ... ويقنع بالدون من كان دونا