للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النبر: دويبة أصغر من القراد يلسع فيحبط موضع لسعته, وجمعه أنبار, قال الراجز:

كأنها من بدنٍ وإيقار ... دبت عليها ذربات الأنبار

يقول: هذه الوآة إذا لسعها النبر مرحت لذلك, كأنها تفرح, وكأن الورم الذي يحدث فيها نوال صره في جلدها اللاسع.

وقوله:

فجئناك دون الشمس والبدر في النوى ... ودونك في أحوالك الشمس والبدر

يقول: الذي بيننا وبينك من البعد دون ما بيننا وبين الشمس والبدر؛ لأنا نستطيع لقاءك ولا نبلغ إليهما بالمسير, وهما دونك في أحوالهما من الشرف والإنارة.

ودون: من الكلمات المستعملات ظروفًا.

وزعم سيبويه أنها لا ترفع, ثم عرض في كتابه شيء يقال: إنه ليس من الكتاب, وذلك أنه لما ضعف الرفع في دون أنشد بيتين, دون فيهما مرفوعة: أحدهما قد سقط من أوله شيء وهو: [الطويل]

.... يحسر الآل مرة ... فتبدو وأخرى يغرق الطرف دونها

والساقط في هذا البيت أكثر ما يكون عشرة أحرف وأقل ما يكون سبعةً. والآخر ينسب إلى ذي الرمة وهو: [الطويل]

وبيداء يحمي دونها ما وراءها ... ولا يختطيها الدهر إلا المخاطر

ودون: كلمة قد اتسع فيها, واستعملت ظرفًا وغير ظرف, فقالوا: فلان دون؛ أي: ليس برفيعٍ, وهو يرضى بالدون؛ أي: بالشيء الخسيس, قال الشاعر: [المتقارب]

إذا ما علا المرء رام العلاء ... ويقنع بالدون من كان دونا

<<  <   >  >>