للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{ويل لكل همزةٍ لمزةٍ} , وإنما وصفوا الرجل بذلك؛ لأنه يكون مع القوم في المجلس, فإذا تكلم منهم متكلم, وأراد أن يعيبه همز الذي يليه من القوم بيده, والناس يفعلون ذلك كثيرًا, ثم كثرت هذه الكلمة حتى جعل النظر بالعين والإشارة بها في عيب الرجل من الهمز. وقالوا في جمع المهماز: مهامز, كأنه جمع مهمزٍ, والقياس: مهاميز, ولكنهم يجترئون على حذف هذه الياء كثيرًا, قال الشماخ في صفة القوس: [الطويل]

أقام الثقاف والطريدة درأها ... كما قومت درأ الشموس المهامز

والطريدة: شيء يستعينون به على بري خشبة القوس, ومثل قولهم: مهامز في جمع مهمازٍ قولهم: مصابح في جمع مصباحٍ, ومفاتح في جمع مفتاحٍ.

وقوله:

وأطاعتهم الجيوش وهيبوا ... فكلام الورى لهم كالنحاز

النحاز: يستعمل في معنى السعال, قال القطامي: [الوافر]

ترى منه صدور الخيل زورًا ... كأن بها نحازًا أو دكاعا

يقول: الناس من هيبتهم لهم لا يفصحون بالقول لهم, فكأن كلامهم نحاز, ومن تأمل النحاز وحد أصواته متقطعةً, وزن كل صوتٍ منها حرفان, متحرك بعده ساكن؛ وذلك أقل ما يمكن أن ينطق به.

وقوله:

وهجانٍ على هجانٍ تآيتـ ... ـك عديد الحبوب في الأقواز

يقول: رب قومٍ هجانٍ؛ أي: بيضٍ على بيضٍ من الإبل تآيتك؛ أي: تعمدتك, وأصل قولهم: تآياه إذا تعمد آيته؛ أي: شخصه. قال الشاعر: [الرمل]

<<  <   >  >>