ووفراء لم تخرز بسيرٍ وكيعةٍ ... غدوت بها طبًا يدي برشائها
فقيل: إنه أراد فرسًا, وقال بعضهم: أراد خصيته. وبعد هذا البيت بيت يحتمل الوجهين, وهو:
ذعرت بها سربًا نقيًا جلوده ... كنجم الثريا إذ بدت من عمائها
العماء: السحاب الرقيق.
وقوله:
أيدٍ مقطعة حوالي رأسه ... وقفًا يصيح بها ألا من يصفع
بعض الناس يقول: إن الصفع كلمة مولدة, وقد ذكره الفراء ذكر من هو عنده من كلام العرب. والقفا: مذكر في أكثر الكلام, وربما أنث. قال الشاعر: [الوافر]
وما المولى وإن عرضت قفاه ... بأحمل للملاوم من حمار
وهو مأخوذ من: قفوت الشيء إذا اتبعته, ويجوز أن يكون قفوت مأخوذةً منه؛ لأنهما من الاتباع, ومنه قولهم في آخر كلمة من البيت: قافية, وقولهم: قفاه: إذا عابه؛ أصل ذلك أن يتكلم فيه وهو غائب, أو بعدما يولي عنه, والمعروف في القفا: القصر, وقد جاء ممدودًا في بيت وذلك قوله: [الكامل]
أخذت سليفة أمه بقفائه
وإن صح أن فصيحًا قال ذلك فإنما مده على معنى الضرورة, والمعنى: أن هؤلاء القوم الذين حوالي المذكور كأن أيديهم مقطعة, وهي تدعى إلى أمرٍ لا تقدر عليه.
وقوله:
وتركت أنتن ريحةٍ مذمومةٍ ... وأخذت أطيب ريحةٍ تتتضوع
يقال: نتن الشيء, وأنتن, وقالوا: منتن, على القياس, كما قالوا: أكرم فهو مكرم, وقالوا: منتن فكسروا الميم لكسرة التاء, كما قالوا: منخر, فأتبعوا الميم الخاء, وحكي منتن, بالضم.