يقول: إذا بارزه مبارز قتله أو أسره فيمنعه من الرجوع إلى أهله أو أصحابه. ويقال: إن أبا دلامة الشاعر بارز رجلًا (١١٢/أ) من الخوارج فلما دنا منه قال الخارجي: [الرجز]
فويجر خدعته حتى انخدع ... فر من الموت وفي الموت وقع
فقال له أبو دلامة: أظنك لم تنو أهلك, قال الخارجي: أجل, فقال أبو دلامة: لكني أنوي دلامة, ورجع إلى أصحابه. فيقول: إن الممدوح لا يمكن من بارز من أن يرجع من حيث جاء؛ لأنه يعجله عن ذلك.
وقوله:
ونالت ثأرها الأكباد منه ... فأولته اندقاقًا أو صدوعا
جعل الأكباد كأنها تطلب ثأرًا عند الرماح, لأنها تطعن بها فتجازيها بأنها تدقها أو تصدعها, وهذا كله من المستعار, ونحو منه قوله في الأخرى:[الكامل]
في كل معتركٍ كلى مفرية ... يذممن منه ما الأسنة تحمد
جعل الكلى ذامةً, والأسنة حامدةً, وليسا مما يوصف بذم ولا حمدٍ.