أباح الوحش - يا وحش - الأعادي ... فلم تتعرضين له الرفاقا
سكن الياء في الأعادي للضرورة, وزعم الفراء أنها لغة, وتسكين الياء مع الألف واللام أو الإضافة أسهل من حذف الياء مع التنوين, كما قال القائل:[الطويل]
ولو أن واشٍ باليمامة داره ... وكنت بأعلى حضرموت اهتدى ليا
وأنشد الفراء:[الكامل]
فكسوت عارٍ جسمه فتركته ... جذلان لان قميصه ورداؤه
وإذا وقع مثل هذا في القافية فهو أحسن منه في حشو البيت؛ لأن القافية موضع حذفٍ يجوز فيها ما لا يجوز في غيرها من ألفاظ الموزون, كقول بشر بن أبي خازمٍ:[الوافر]
كفى بالبين من أسماء كافٍ ... وليس لحبها ما عشت شاف
أسهل من قوله: فكسوت عارٍ. وتسكينه لم كالضرورة؛ لأن الأصل تحريك الميم؛ لأنهم حذفوا الألف من (ما) في مواضع كثر ترددها في الكلام, مثل قولهم: لم فعلت, وفيم جئت, وحتام تظلم, والأصل إثبات الألف, قال وضاح اليمن:[السريع]