وقوله:
إمام للأئمة من قريشٍ ... إلى من يتقون له شقاقا
الأئمة: جمع إمامٍ. والأصل أإمة بهمزتين فجعلت الاهمزة الثانية ياءً لانكسارها, والأم: التقدم, يقال: أمهم إذا تقدمهم, وأمهم إذا قصدهم, وإذا قلت: هذا أفعل من هذا في (أم) قلت, على قول أبي الحسن سعيد بن مسعدة: هذا أوم من هذا, وعلى قول المازني: هذا أيم. والشقاق: المعاداة.
وقوله:
فلا تستنكرن له ابتسامًا ... إذا فهق المكر دمًا وضاقا
إذا رويت بكسر الراء في تستنكرن (١١٨/أ) فهو خطاب لمؤنثٍ مبني على قوله: سلي عن سيرتي, وفتح الراء جائز على خروجه إلى خطاب المذكر؛ لأن البيتين متباعدان, وذلك كثير في الشعر وغيره, وفهق أي: امتلأ, يقال: فهو الحوض بالماء إذا امتلأ, وكذلك فهقت الجفنة بالطعام, قال الأعشى: [الطويل]
تروح على آل المحلق جفنة ... كجابية الشيخ العراقي تفهق
الجابية: الحوض الصغير, ويروى: الشيخ والسيح؛ فالشيخ: أحد الشيوخ, والسيح: الماء الجاري على وجه الأرض.
وقوله:
إذا أنعلن في آثار قومٍ ... وإن بعدوا جعلنهم طراقا
أنعلن: يعني الخيل, يقول: إذا أنعلت خيله في طلب قومٍ أعداءٍ جعلن الأعداء طراقًا للنعال؛ أي: قتلنهم ووطئنهم بالحوافر. وطراق النعل: ما يجعل تحتها لتوقى به, فكل شيءٍ جعل تحت شيءٍ فهو طراق له. قال ذو الرمة: [الطويل]
طراق الخوافي واقع فوق ريعةٍ ... سقيط الندى في ريشه يترقرق