للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

وكنت إذا كاتبته قبل هذه ... كتبت إليه في قذال الدمستق

القذال: معروف, وهو منقطع منبت الشعر في مؤخر الرأس, ويقال: قذله الحجام إذا حجمه في ذلك الموضع.

والدمستق: كلمة رومية لم تستعمل في الكلام القديم, وبناؤها لم يأت في أبنية العرب لأنه فعلل, ومن شأن أصحاب التصريف إذا جاء اسم على بناءٍ لم تستعمله العرب, وفيه حرف من حروف الزيادة؛ حكموا عليه بأنه؛ وإن لم يشتق منه ما يدل على زيادة الحرف, مثال ذلك أن يقولوا في الكنهبل, وهو الشجر العظام: نونه زائدة؛ لأنه ليس في كلامهم مثل فرزدق.

وقد ذهب بعض الناس إلى أن كنهبلًا بناء كل حروفه أصلية, فوزنه على هذا القول: فعلل, وفي القول الأول: فنعلل؛ فل أن الدمستق عربي وحمل على هذا القياس لكان وزنه على أحد القولين: فعلل, وعلى القول الآخر فعلتل.

وقوله:

فإن تعطه بعض الأمان فسائل ... وإن تعطه حد الحسام فأخلق

أخلق به: في معنى ما أخلقه, أي: أجدره؛ يقال: أخلق بفلانٍ أن يفعل كذا, وهذا لفظ موضوع للتعجب, وقد حذف الباء التي جرت عادتها أن تجيء بعد هذا اللفظ كما جاء في التنزيل: {أسمع بهم وأبصر} , لما جاء بقوله: «بهم» في اللفظ الأول حذفه في الثاني, ومثل ذلك قول الكميت: [الكامل]

دار التي تركتك غير ملومةٍ ... كلفًا وأرع بها عليك وأشفق

وقد يحذفون الباء, وإن لم تحذف في أول الكلام, قال عروة بن الورد: [الطويل]

<<  <   >  >>