للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جرت به, وادعى أن كلام المنافق ليس بخافٍ؛ وإنما يظهر نفاقه في بعض الأوقات, ورب منافقٍ اتخذه الغر صفيًا, وحسب أن الصديق المخلص.

وقوله:

برأي من انقادت عقيل إلى الردى ... وإشمات مخلوقٍ وإسخاط خالق

لما ذكر كلام المنافق جاز أن يصل به هذا البيت؛ لأنه جعل الذين ذكروا فيه من المنافقين, وذم من أشار عليهم بذلك.

وقوله:

أرادوا عليا بالذي يعجز الورى ... ويوسع قتل الجحفل المتضايق

الجحفل: الجيش العظيم, وقال قوم: إنما قيل له: جحفل لأن فيه خيلًا كثيرةً, والجحفلة من الفرس كالشفة من الإنسان, وقد يجوز هذا الوجه, إلا أنهم قد اتسعوا في هذه اللفظة حتى وصفوا الرجل بالجحفل؛ أي: إنه يقوم مقام الجيش, قال أوس بن حجرٍ: [الطويل]

عبيد ذوي المال الكثير يرونه ... وإن كان عبدًا سيد الأمر جحفلا

وقوله:

ولما سقى الغيث الذي كفروا به ... سقى غيره في غير تلك البوارق

يعني بكعبٍ أبا عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. والمعنى: أنه سقاهم غيثًا فأمطرهم به, وكفروا نعمه عندهم, فلما فعلوا ذلك سقاهم غيثًا هو ضد ذلك الأول؛ لأن الغيث الأول محيءٍ, والغيث الآخر مهلك مميت. وبروق الغيث المتقدم كانت البروق الدالة على المطر, وبروق الغيث المتأخر هي السيوف, وما بين الشكلين متباعد.

وقوله:

أتاهم بها حشو العجاجة والقنا ... سنابكها تحشو بطون الحمالق

<<  <   >  >>