للمضيء: ثاقب؛ لأنه كالذي يثقب في الظلمة ثقبًا, وكذلك ثقبت النار إذا ظهر ضوؤها؛ لأنهم كانوا يوقدونها في الظلام, ثم قالوا: حسب ثاقب؛ أي: مضيء.
وقوله (١٢٦/أ):
بعثوا الرعب في قلوب الأعادي ... فكأن القتال قبل التلاقي
هذا مقارب قول أبي تمام: [البسيط]
لم يرم قومًا ولم ينهد إلى بلدٍ ... إلا تقدمه جيش من الرعب
وقوله:
وإذا أشفق الفوارس من وقـ ... ـع القنا أشفقوا من الإشفاق
هذه مبالغة لطيفة, وهو يشبه قولهم: فلان قد تاب من التوبة, وكذلك هؤلاء القوم إذا أشفق الفوارس من لقاء الرماح أشفقوا من أن يكونوا مشفقين من وقع القنا كغيرهم من الناس.
وقوله:
كل ذمرٍ يزيد في الموت حسنًا ... كبدورٍ تمامها في المحاق
الذمر: الشجاع, وهو من قولهم: ذمر نفسه إذا حضها على الشيء, والقوم يتذامرون إذا حث بعضهم بعضًا على القتال, قال عنترة: [الكامل]
لما رأيت القوم أقبل جمعهم ... يتذامرون كررت غير مذمم
ادعى أن هؤلاء القوم يحسنون في الموت فكأنهم بدور, تمامها في ليالي المحاق. والمعنى يحتمل وجهين:
أحدهما: أن يكونوا في الوقت الذي يحذر فيه الموت أحسن ما يكونون في أيام الحياة, لأن وجوههم تحسن وتشرق إذا اصفرت وجوه الشجعاء.
والآخر: أنهم إذا لقوا الموت في الحرب حسن ذكرهم بين الناس, وحمدوهم على الصبر ولقاء الحمام.