إنا إذا قلت طخارير القزع ... وصدر الشارب منها عن جرع
ويقال: إن أبا الطيب كان له فرسان: الجهامة, وهي أثنى, والطخرور. والجهامة: السحابة التي قد أراقت ماءها, فذلك أسرع لمسيرها, وقد رويت له أبيات لم تثبت في ديوانه, وفيها: [البسيط]
إن الجهامة والطخرور ما اجتمعا ... إلا لأمرٍ عظيمٍ سوف ينكشف
وشبه الطخرور بباغي آبقٍ؛ أي: هاربٍ؛ لأنه ينظر إلى الأرض ليصيب نبتًا يرعاه, ومن شأن باغي الآبق أن يديم النظر ليتبين الآثار. وزعم أنه يأكل من نبتٍ قصيرٍ, وبالغ في الصفة فجعل رعي الطخرور كقشرك الحبر من المهارق, وهي القراطيس, وأصلها فارسي معرب. ويقال: المهاريق, بالياء, وقال بعضهم: المهاريق خرق كانت تصقل ويكتب فيها.
وقوله:
أروده منه بكالسوذانق ... بمطلق اليمنى طويل الفائق
أروده: يعني الكلأ؛ أي: يطلب مرعى لفرسه, وهو من قولهم: بعث القوم رائدًا؛ إذا بعثوا من يعرف لهم مواضع الكلأ, وأصله من: راد يرود إذا ذهب وجاء, كأنه يمشي بين الأماكن المعشبة لينظر أيها أولى بالرعي, ثم قالوا: ردت الكلأ إذا كنت له رائدًا. وقوله: بكالسوذانق أي بمثلٍ؛ أدخل الباء على الكاف, كما أدخل رؤبة عليها مثل في قوله: [السريع]
فصيروا مثل كعصفٍ مأكول
والسوذانق: الشاهين الذي يصاد به, وهو السوذق والسوذنيق, وأصله فارسي معرب. والفائق: عظم بين الرأس والعنق, يقال: فئق الرجل إذا اشتكى فائقه.