للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

والأبردين والهجير الماحق

يعني بالأبردين: الغداة والعشي, قال الشماخ: [الوافر]

إذا الأرطى توسد أبرديه ... خدود جوازئٍ بالرمل عين

أراد بالأبردين الظل في أول النهار والفيء في آخره. وزعم أن البارق الذي شبه به الفرس طال مكثه في الأرض, وليس ذلك من عادة البرق, فهو باقٍ على الأبردين, وفي الهجير الماحق: أي: الشديد, كأنه يمحق ما تحته من النبات ونحوه. قال ساعدة بن جؤية: [البسيط]

ظلت صوافن بالأرزان صاويةً ... في ماحقٍ من نهار الصيف محتدم

صوافن: أي: قد ثنت سنابكها, والأرزان: جمع رزنٍ, وهو مكان غليظ, ويقال: هو ما يجتمع في غلظٍ من الأرض, والصاوية: العطاش, يقال: احتدم الحر إذا اشتد.

وقوله:

للفارس الراكض منه الواثق ... خوف الجبان في فؤاد العاشق

يصف هذا الفرس بأنه عظيم السرعة, غزير الجري؛ فالفارس الذي يركضه لا يأمن أن يسقط عنه, فهو يخاف من ذلك مثل خوف الجبان, على أنه يحب هذا الفرس حب العاشق.

وقوله:

كأنه في ريد طودٍ شاهق ... يشأى إلى المسمع صوت الناطق

الريد: حرف ناتئ من الجبل, قال أبو ذؤيب: [الطويل]

تهال العقاب أن تمر بريده ... وترمي دروء دونه بالأجادل

يريد أن الفارس كأنه على ريد جبلٍ فهو يخالف أن يسقط فيهلك. ويشأى أي: يسبق

<<  <   >  >>