يقال: شآه يشآه إذا سبقه, ومنه اشتقاق الشأو؛ أي: الطلق, قال امرؤ القيس:[الطويل]
إذا ما جرى شأوين وابتل عطفه ... تقول: هزيز الريح مرت بأثأب
الأثأب: ضرب من الشجر. وقوله: يشأى إلى المسمع صوت الناطق: مبالغة لم يوصف بمثلها الفرس؛ وذلك (١٢٨/ب) يؤدي إلى أن الصائح إذا كان على بعدٍ من السامع فصاح سبقه هذا الفرس إلى سمع السامع.
وقوله:
يترك في حجارة الأبارق ... آثار قلع الحلي في المناطق
الحجارة, بالهاء: أفصح من الحجار, والأبارق: جمع أبرق, وهي أرض فيها حجارة وطين.
وقوله:
مشيًا وإن يعد فكالخنادق
يقول: آثاره إذا مشى كآثار قلع الحلي في المناطق, وإذا عدا كان الذي يغادر من الأثر أوسع من ذلك.
وقوله:
لو أوردت غب سحابٍ صادق ... لأحسبت خوامس الأيانق
أي: هذه الخنادق لو أوردت غب مطرٍ قد ملأها ماءً لأحسبت أي: كفت خوامس الأيانق؛ أي: التي ترد خمسًا وهي توصف بكثرة الشرب. وقد بالغ القائل في صفة ما تغادره من الآثار حوافر فرسه؛ لأن الحافر يوصف بأنه وأب, ليس بالواسع ولا الضيق, وإنما ينبغي للمبالغ في صفة الفرس بالخفة أن يدعي لحوافره أنها لا تقع على الأرض من خفته؛ إذ كانوا يشبهون الفرس بالبازي والصقر وغيرهما من الطيور.
وقوله:
إذا اللجام جاءه لطارق ... شحا له شحو الغراب الناغق