للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

احتج لتفضيل المرأة على الرجل بحجةٍ ما سبقه إليها شاعر؛ لأنه زعم أن الشمس مؤنثة, وهي النور الذي يزعم بعض الناس أنها تنير في السماء كما تنير في الأرض, ووصف الهلال بالتذكير, وهو كثير التنقل, يستسر, ويصيبه المحاق, فجعل ذلك كالنقص فيه.

وقوله:

يدفن بعضنا بعضًا وتمشي ... أواخرنا على هام الأوالي

أراد الأوائل, فقلب, كما قالوا: الليايل, والليالي, قال الشاعر: [الطويل]

ولدنك والبدر بن عائشة التي ... أضاء ابنها مسحنككات الليايل

وحكى أبو عبيدة: التراقي والترائق, وأنشد: [الطويل]

هم زودوني يوم قو حرارةً ... مكان الشجا تجول بين الترائق

وقوله:

وأنت تعلم الناس التعزي ... وخوض الموت في الحرب السجال

يقال: حرب سجال؛ أي: تكون مرةً لهؤلاء ومرةً لغيرهم, وهي مأخوذة من قولهم: ساجل المستقي غيره إذا استقى كل واحد منهما لينظر أيهما أكثر استخراجًا للماء, قال الشاعر: [الرمل]

من يساجلني يساجل ماجدًا ... يملأ الدلو إلى عقد الكرب

والسجل: مذكر, وهو الدلو الملأى ماءً.

وقوله:

فلا غيضت بحارك يا جمومًا ... على علل الغرائب والدخال

غيضت: أي: نقصت. يقال: غاض الشيء وغاضه غيره, قال الأسود بن يعفر: [الكامل]

<<  <   >  >>