قوله: أينكر: استفهام على معنى التقرير والإثبات؛ كأنه أنكر أن يكون خده منكرًا لدموعه, وقد يجوز أن يكون الإنكار هاهنا من العاذل, وهو يقول: إلام تبكي, وعلام أسفك؟ كأنه يدعي أن هذا الدمع الذي في خده ليس هو له إلف وصاحب؛ لأن هذا الدمع ليس بأول دمعٍ أجراه, وهذا الحزن ليس بأول أحزانه؛ أي: لو أنه أول دمعٍ, وأول حزنٍ لوجب أن ينكره الخد أو العاذل.
وقوله: (١٣٨/أ):
كأن الجفون على مقلتي ... ثياب شققن على ثاكل
أراد أن عينه دائمة البكاء, فهي كالثاكل التي لا يرقأ لها دمع, وكأن جفونها ثياب ثاكلٍ شقتهن, فهن لا يخطن؛ يعني أنه يسهر فجفنه لا يطبق على الآخر.
وقوله:
ولو كنت في غير أسر الهوى ... ضمنت ضمان أبي وائل
يقول: لو أني مأسور في غير يد الهوى لخدعت آسري, كما خدع أبو وائلٍ من أسره, فمناه المال والخيل, فجاءته السوابح, وعليها الفرسان, فأهلكت الخارجي.
وقوله:
فدى نفسه بضمان النضار ... وأعطى صدور القنا الذابل
قوله: فدى نفسه: يعني بالقول لا بالفعل. والنضار: الخالص من الذهب وغيره, ويقال للخلنج: نضار.
وقوله:
ومناهم الخيل مجنونةً ... فجئن بكل فتى باسل
مجنوبة: أي أوقع هذا في أمانيهم, والخيل المجنوبة لا يكون عليها فرسان, وكانت العرب في غزواتها وغاراتها تركب الإبل, وتجنب الخيل فلا تركبها إلا في وقت الغارة والقتال؛ ولذلك قال الحطيئة: [البسيط]