مستحقباتٍ رواياها جحافلها ... يسمو بها أشعري طرفه سام
والروايا: جمع راويةٍ, وهي إبل تحمل الماء؛ يريد أنهم قد جنبوا إليها الخيل؛ فجحافلها مستحقبة رواياها, ويحتمل أن تكون الروايا الإبل بعينها, والروايا أي: المزاد التي عليها, قال النابغة: [الطويل]
........................ ... تتلغ في أعناقها بالجحافل
يريد أنها إذا قرنت إلى الإبل رفعت جحافلها؛ لأن الإبل أعلى شخوصًا من الخيل. والباسل: الشديد, ويقال للشجاع: باسل, والبسالة: كراهة الوجه أيضًا.
وقوله:
كأن خلاص أبي وائلٍ ... معاودة القمر الآفل
ينبغي لمنشد هذا البيت أن ينون أبا وائلٍ حتى لا يظن السامع أنه مصرع, فإن كونه مصرعًا يضعفه؛ لأنه يصير كالإيطاء, إذ كان أبو وائلٍ قد تقدم ذكره, ووائل مشتق من وأل إذا نجا, ومنه قول الأعشى: [البسيط]
وقد أخالس رب البيت غفلته ... وقد يحاذر مني ثم لا يئل
وقوله:
دعا فسمعت وكم ساكتٍ ... على البعد عندك كالقائل
يقول: إذا علمت بأن الإنسان مفتقر إلى نصرك سارعت إلى ما يأمله عندك, فهو ساكت لم يدعك, وكأنه قد دعاك.
وقوله:
خرجن من النقع في عارضٍ ... ومن عرق الركض في وابل